طفل صغير يبهر القاضي ويخطف المشيخة من الكبار بحيلة ذكية وعبرة خالدة! قصة واقعية ملهمة عن القيادة والحكمة

 

قصة وقعية ملهمة عن القيادة والحكمة بعد وفاة شيخ عشيرة، وصراع بين الطمع والعدل يكشف من يستحق أن يقود بقوة العقل لا المظهر

 

ليست العباءة من تصنع القائد.. قصة عميقة تعلمنا كيف يُولد القائد الحقيقي من التجربة

في زمنٍ م بدأت القبيلة ضى، توفي أحد زعماء القبائل المعروفين بالحكمة والحنكة، وترك خلفه ولدًا صغيرًا لا يزال في مقتبل العمر. وبعد وفاته،تبحث عن خليفة له، يقودهم ويوجههم. لكنهم وجدوا أنفسهم في حيرة: الابن صغير، ولا أحد من المرشحين يملك تجربة الزعيم الراحل.

فتم اقتراح خمسة من أبناء رجال العشيرة، وكل واحد منهم يرى في نفسه الأحقية بالقيادة. وبما أن الخلاف احتدم، قرر الجميع أن يحتكموا إلى قاضٍ حكيم، ليفصل في هذا الأمر.

امتحان غير متوقع من القاضي

ذهب الرجال الخمسة إلى القاضي، واصطحبوا معهم الطفل الصغير ابن الزعيم، لكنهم تركوه خارج البيت مع الغنم، ودخلوا وحده

استمع القاضي لحديثهم، ثم فاجأهم بطلبٍ غريب

"سأقدم لكم فناجين قهوة، وأريد من كل واحد منكم أن يعيد الفنجان فارغًا، لكن دون أن تشربوا القهوة أو تريقوها!"

نظر الرجال لبعضهم بحيرة شديدة، ولم يعرفوا كيف يتصرفون، فبدت عليهم علامات العجز. حينها سألهم القاضي:

"أليس للزعيم ولد؟"

قالوا 

"بلى، لكنه صغير وتركناه في الخارج."

طلب القاضي إحضار الطفل، وكرر عليه التحدي نفسه. فأخذ الطفل الفنجان، ووضع طرف غترته فيه، حتى امتصت القهوة بالكامل، ثم قال بثقة:

"فنجانك فارغ... وقهوتك على رأسي!"

ذكاء فطري وخبرة مكتسبة

انبهر القاضي برد فعل الطفل

 وسأله بعض الأسئلة ليختبر فهمه وفطنته. قال له

"ما هو الربح، وما هو رأس المال، وما هي الخسارة؟"

فرد الطفل قائلاً   "الربح أن أكون أفضل من أبي، ورأس المال أن أكون مثله، أما الخسارة فهي أن أكون أقل م"

ثم سأله:

وما معنى أول أمس، وأمس، واليوم؟

"فقال الطفل" 

"أول أمس هو جدي، وأمس هو أبي، واليوم أنا." عندها التفت القاضي إلى الرجال الخمسة، وقال لهم بثقة

"قوموا وخذوا شيخكم الحقيقي... هذا هو القائد القادم."

القيادة لا تورث..بل تكتسب

هذه القصة تحمل في طياتها رسالة قوية: القيادة لا تُقاس بالسن، ولا تُمنح لمجرد المال أو اللباس أو الاسم... بل تُبنى من خلال التجربة والمعايشة والملاحظة. الطفل الصغير لم يكن مجرد ابن زعيم، بل كان تلميذًا في بيت قيادة حقيقية.

وهنا نتذكر قول سيدنا يوسف عليه السلام حين قال للملك:

"اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"

فلم يقلها غرورًا، بل عن علم وخبرة عاشها في بيت العزيز.


كلمات حكيمة نختم بها

"جالس العلماء بعقلك، وجالس الأمراء بعلمك، وجالس الأصدقاء بأدبك، وجالس أهل بيتك بعطف     . 

     ليس كل من لبس عباءة، أو جلس في مجلس، يصلح أن يكون قائدًا… القادة الحقيقيون يُصنعون من المواقف         


إرسال تعليق

أحدث أقدم